في تصنيف ثقافة إسلامية بواسطة

خطبة الجمعة الأولى من شهر رجب مكتوبة عن الأشهر الحرم مع الدعاء خطبة الجمعة القادمة:3 رجب 1443هـ 2022/2/4م

خطبة الجمعة بعنوان فظل الشهر الحرم شهر رجب فضلة خطبة الجمعة القادمة:3 رجب 1443هـ 2022/2/4م

خطبة الجمعة بعنوان صلة الرحم في الأشهر الحرم 

مجموعة خطب مكتوبة مع الدعاء خطبة الجمعة مكتوبة قصيرة

منابر الخطباء خطبة عن الأشهر الحرم pdf

خطبة الجمعة القادمة أوقاف اون لاين

خطبة الجمعة لهذا اليوم

خطبة عن الظلم في الأشهر الحرم

خطبة عن الأشهر الحرم pdf

خطبة جمعة مكتوبة فلا تَظْلِمُوا

خطبة عن الأشهر الحرم صيد الفوائد

مرحباً اعزائي في موقعنا النورس العربي alnwrsraby.net يسرنا بزيارتكم أن نقدم خطبة الجمعة الأولى من شهر رجب مكتوبة عن الأشهر الحرم مع الدعاء خطبة الجمعة القادمة:3 رجب 1443هـ 2022/2/4م

الإجابة هي كالتالي 

خطبه الجمعه بعنوان(الاشهر الحرم)               

خطبة الجمعة القادمة:3 رجب 1443هـ 2022/2/4م.إن شاء الله

الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام ،وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان :الأشهر الحرم

العناصر :أولا : مفهوم الأشهر الحرم

ثانيا :من الآداب فى الأشهر الحرم.

ثالثا ً: شهر رجب

الموضوع

أولا ً:مفهوم الأشهر الحرم :1-قال تعالى:إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَاعَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(36)التوبة.

-الشهور: جمع شهر. والمراد بها هنا: الشهور التي تتألف منها السنة القمرية وهي شهور. المحرم. وصفر. وربيع الأول.. إلخ.وهذه الشهور عليها مدار الأحكام الشرعية، وبها يعتد المسلمون في عبادتهم وأعيادهم وسائر أمورهم.(التفسير الوسيط لطنطاوى (6/277)

2-أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ:اخْتَصَّ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَجَعَلَهُنَّ حَرَامًا،وعَظم حُرُماتهن،وَجَعَلَ الذَّنْبَ فِيهِنَّ أَعْظَمَ، وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ وَالْأَجْرَ أَعْظَمَ.تفسير ابن كثير (4/148)

3-الأشهر الحرم هى:عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضى الله عنه،عَنِ النَّبِيﷺ قَالَ"الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ،السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ:ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ

،وَرَجَبُ مُضَر،الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ.رواه البخارى(3197) ومسلم (1679) وَرَجَبُ مُضَر أَضَافَهُ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى (قبيلة ) مُضَرَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ.شرح النووى (11/168)

4-من معانى أسماء الأشهر الحرم :- أَنَّ الْمُحَرَّمَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ شَهْرًا مُحَرَّمًا، وَعِنْدِي أَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ تَأْكِيدًا لِتَحْرِيمِهِ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَقَلَّبُ بِهِ، فَتُحِلُّهُ عَامًا وَتُحَرِّمُهُ عَامًا-رَجَبٌ:مِنَ التَّرْجِيبِ، وَهُوَ التَّعْظِيمُ، وَيُجْمَعُ عَلَى أَرْجَابٍ، ورِجَاب، ورَجَبات.الْقَعْدَةُ: بِفَتْحِ الْقَافِ-قُلْتُ: وَكَسْرِهَا -لِقُعُودِهِمْ فِيهِ عَنِ الْقِتَالِ وَالتَّرْحَالِ،وَيُجْمَعُ عَلَى ذَوَاتِ الْقَعْدَةِ.الْحِجَّةُ: بِكَسْرِ الْحَاءِ -قُلْتُ: وَفَتْحِهَا -سُمِّيَ بِذَلِكَ لِإِيقَاعِهِمُ الْحَجَّ فِيهِ،وَيُجْمَعُ عَلَى ذَوَاتِ الْحِجَّةِ.(تفسير ابن كثير (4/146).

ثانيا:من الآداب فى الأشهر الحرم منها مثلا:

1-عدم ظلم النفس:قال تعالى:إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَاعَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوافِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (36)التوبة.{فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أي لا ترتكبوا الذنوب والمعاصي في الأشهر الحرم فإن ذلك يوجب غضب الله تعالى وسخطه عليكم فلا تعرضوا أنفسكم له.(أيسر التفاسير (2/366)

أولا :تعريف الظلم :الظلم فى اللغة :خلافُ الضِّياء والنور،والآخَر وَضْع الشَّيءِ غيرَ موضعه تعدِّياً. (معجم مقاييس اللغة (3/468)

-الظلم في الشريعة:عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وهوالجور وقيل هوالتصرف في ملك الغير ومجاوزة الحد. (التعريفات للجرجاني (ص186)

ثانيا :أنواع الظلم:قال بعض الحكماء:الظُّلْمُ ثلاثةٌ:الأوّل: ظُلْمٌ بين الإنسان وبين الله تعالى،وأعظمه: الكفر والشّرك والنّفاق، ولذلك قال: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان

والثاني:ظُلْمٌ بينه وبين الناس،وإيّاه قُصِد بقوله: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ..(42) الشورى.و

الثالث: ظُلْمٌ بينه وبين نفسه، وإيّاه قُصِد بقوله: فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ (32) الشورى .وكلّ هذه الثّلاثة في الحقيقة ظُلْمٌ للنّفس، فإنّ الإنسان في أوّل ما يهمّ بالظُّلْمِ فقد ظَلَمَ نفسه، فإذا الظَّالِمُ أبدا مبتدئ في الظُّلْمِ ولهذا قال تعالى:وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(33) النحل.(غريب ألفاظ القرآن (1/527)).

- ظلم العبد لنفسه: أن يُوردها موارد الهَلَكَة: لا يأخذها بالكمال،وإنما يذهب بها -والعياذ بالله- إلى مواطن الزيغ والضلال من الانحرافات،والمعاصي، والذنوب، والزنا،والخمور،واللواط،وقطع الصلاة، وإتيان المعاصي والمنكرات، هذا ظالم .دروس للشيخ سعيد بن مسفر (7/7).

-الخروج من ظلم النفس :من رحمة الله الواسعة أن جعل لنا مخرج نخرج منها إلى الطريق المستقيم الذى يرضاه رب العالمين وهذه الطرق كثيرة منها: التوبة والإستغفار :قال تعالى :وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا(110)النساءأي:من تجرأ على المعاصي واقتحم على الإثم ثم استغفرالله استغفارا تاما يستلزم الإقرار بالذنب والندم عليه والإقلاع والعزم على أن لا يعود. فهذا قد وعده من لا يخلف الميعاد بالمغفرة والرحمة.(تفسير السعدى (1/220)

2-تقوى الله تعالى :قال تعالى:إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَاعَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(36)التوبة.

-قوله: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ أى:واعلموا أيها المؤمنون أن الله تعالى مع عباده المتقين بالعون والنصر والتأييد، ومن كان الله معه فلن يغلبه شيء فكونوا أيها المؤمنون من عباد الله المتقين الذين صانوا أنفسهم عن كل ما نهى عنه لتنالوا عونه وتأييده.( التفسير الوسيط لطنطاوى (6/280).من معانى التقوى :قيل: التقوى هي:ألا يراك الله حيث نهاك، ولا يفتقدك حيث أمرك.التقوى هِيَ الخَوْفُ مِنَ الجَلِيل، وَالعَمَلُ بِالتَّنْزِيل، وَالرِّضَا بِالقَلِيل،وَالاَسْتِعْدَادُ لِيَوْمِ الرَّحِيل " على بن ابى طالب.

3-الإكثار من طاعة الله تعالى:قال تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَاعَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ (36)التوبة.

-مَعْنَى الْحُرُمِ: أَنَّ الْمَعْصِيَةَ فِيهَا أَشَدُّ عِقَابًا، وَالطَّاعَةَ فِيهَا أَكْثَرُ ثَوَابًا،وتَخْصِيصِ بَعْضِ. الْأَشْهُرِ بِمَزِيدِ الْحُرْمَةِ: أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ وُقُوعَ الطَّاعَةِ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ أَكْثَرُ تَأْثِيرًا فِي طَهَارَةِ النَّفْسِ،وَوُقُوعَ الْمَعَاصِي فِيهَا أَقْوَى تَأْثِيرًافِي خُبْثِ النَّفْسِ.مفاتيح الغيب(16/41). فهيا نعمر هذه الأشهر والأيام فى الإجتهاد فى جميع أنواع العبادة والطاعة وتزكية الأنفس بالطاعات والقربات

4-نشر السلام والمحبة:قال تعالى:يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌوَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ (217)البقرة. -الأشهر الحرم، دعوة إلى السلام الذي ينبغى أن يقوم بين الناس، حتى تطيب لهم الحياة، وحتى يكون سعيهم كلّه متجها إلى العمل المثمر، الذي يعود عليهم جميعا بالخير والبركة، والنّماء لما فى أيديهم من عمل، فى غير مجال الحرب والقتال.(التفسير القرآنى للقرآن (5/761)

-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا،أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» صحيح مسلم (54)

ثالثاً:شهر رجب:

-لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه، - معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه - حديث صحيح يصلح للحجة.(تبيين العجبب ما ورد في شهر رجب ابن حجر العسقلاني(1/2)

-من العبادات المستحبة فى شهر رجب فالأجور فيه مضاعفة ؛لأنه من الأشهر الحرم مثلاً:

1-صيام شهر رجب :أ-أما إن صام رجب لقصد الصوم في الجملة، من غير أن يجعله حتما، أو يخص منه أياما معينه يواظب على صومها، أو ليال معينة يواظب على قيامها، بحيث يظن أنها سنة. فهذا من فعله من السلامة مما استثنى، فلا بأس به.تبيين العجبب ما ورد في شهر رجب ابن حجر العسقلاني(1/26)

ب-قال الإمام النووى:قَالَ أَصْحَابُنَا وَمِنْ الصَّوْمِ الْمُسْتَحَبِّ صَوْمُ الاشهر الحرم وهي ذوالقعدة وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ وَأَفْضَلُهَا الْمُحَرَّمُ.المجموع شرح المهذب (6/286)

2-شهر رجب مفتاح أشهر الخير والبركة: قال أبو بكر الوراق البلخي: شهر رجب شهر للزرع وشعبان شهر السقي للزرع ورمضان شهر حصاد الزرع.لطائف المعارف (1/121).فيها نستعد لرمضان من الآن بالتدريب التدريجى

( الإحماء والتهيئة العقلية والنفسية والجسدية ) فى زيادة الأعمال الصالحة بإخلاص لله تعالى حتى نستمتع بالعبادة فى شهر رمضان

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة
خطب شهر رجب

خطبة جمعة بعنوان(أدب المؤمن فى الأشهر الحرم)

الحمد لله ربِّ العالمين، وليُّ المؤمنين، ومجيبُ السائلين. سبحانه .. سبحانه، هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي تنزَّه عن الوالدة والولد، وعن الشريك والنظير، والوزير والمشير. ألقى الكلمات بقدرته، وأوجدها بعظمته، وسخرها بباهر حكمته، وهو بعد ذلك لا يطلب من المرء إلا الشكر على نعمته سبحانه وتعالى: (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) (7إبراهيم).

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق السموات والأرض بقدرته، وخلق الإنسان وسواه ونفخ فيه من روحه، وأظهر فيه جماله العليَّ وبهاءَه السرمديَّ ليتعرف به سبحانه وتعالى عليه، وليهتدي بمصنوعاته في الأكوان إليه. هذا الإله العليُّ القدير، الذي خلق الخلائق، والذي أبدع الكائنات، والذي بيده الملك وبيده الملكوت، هو الذي أسرى بحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم من الملك إلى الملكوت: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (1الإسراء).

وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُ الله ورسولُه، اختاره الله لحضرته، وخصَّه بنبوَّته، ورفع قدره ومنزلته عنده حتى كان قاب قوسين أو أدنى: (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) (10، 11النجم).

صلوات الله وسلامه على هذا النبي الكريم، الذي وصفه مولاه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، بأنه: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (128التوبة). وبعد..

فيا أيها الأخوة المؤمنون:

ونحن في أول هذا الشهر الكريم شهر رجب نريد أن نتعرف على بعض المعاني التي أكرمنا الله سبحانه وتعالى بها في هذه الأوقات!! فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي وقَّت المواقيت، وحدَّد الأمكنة وبين الأزمنة، فضل بعض الأوقات على بعض، وخصَّ بعض الأمكنة بالفضل الذي لا يوجد في البعض. ففضل على الشهور شهر رمضان، وبعده في الفضل رجب وشعبان، وفضل على الأيام يوم عرفة، وفضل على الليالي ليلة القدر، وفضل على الأمم أمة الإسلام، وفضل على الرسل رسولكم الكريم، وكل ذلك يقول المولى فيه: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (4الجمعة).

لم اختص الله هذا الشهر بمزية دون ما سبقه من الشهور؟

إن هذا الشهر كانت العرب حتى قبل الإسلام تخصه بالاحترام والتجلة والإكرام، وكانوا يسمونه الشهر الحرام!! أي تحرم فيه المعاصي والذنوب والسيئات والآثام، حتى كان الرجل العادي والجاهلي إذا قابل قاتل أخيه في شهر رجب يلفت وجهه إلى الجهة الأخرى ولا ينظر إليه بسوء، احتراماً لحرمة هذا الشهر الكريم، وإذا قابل مَنْ أساء إليه بقولٍ أو فعلٍ أو عملٍ تغاضى عنه أو تركه، توقيراً واحتراماً لهذا الشهر الكريم.

وجاء الأسلام وزادها توقيراً وتعظيماً وذلك في قول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) (36التوبة). فنهانا الله عن أن نظلم أنفسنا في هذه الأشهر الكريمة، وهي الأشهر الحرم، ومن ضمنها شهر رجب الأغر.

وهنا سؤال ملحّ: وكيف يظلم الإنسان نفسه؟!!!

إن ظلم الإنسان لنفسه - عند الله وعند رسول الله وعند كتاب الله وعند العلماء بالله - هو أن يتجاوز الإنسان حدود الله: (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) (1الطلاق). أي: أن الإنسان الذي يتعدى، أي: يتجاوز الحدود التي أعدَّها الملك المعبود للمعاملات وللأخلاق وللعبادات وللكمالات الإلهية، فقد عرض نفسه للظلم الكبير الذي لا ينفع فيه وزير ولا شفيع ولا نظير، لأن الأمر يتعلق بالملك الكبير سبحانه وتعالى.

فإن كان الإنسان يرخي لنفسه العنان لترتكب بعض الهفوات أو بعض الزلات، فإنه في هذا الشهر الكريم يجب أن يقبض بلجام نفسه بقوة الشريعة الإلهية، ويجعلها مسخرة لأحكام ربِّ البرية، فلا تنظر العين منها إلا لما أحلَّه الله، وإذا أرادت أن تلتفت إلى الحرام تقول لها: (النَّظْرَةُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ، مَنْ تَرَكَهَا مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ، أَبْدَلَهَا اللَّهُ إِيمَانَاً يَجِدُ حَلاَوَتَهُ فِي قَلْبِهِ) (روى في الترغيب والترهيب ومجمع الزوائد عن عبد الله بن مسعود).

يا أيتها العين: أما سمعتي خالقك وهو يقول: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) (30النور).

وإذا أرادت الأذن أن تستمع إلى ما حرَّم الله من غيبة ونميمة وسبَّ وشتم وقول باطل، قال لها: يا أيتها الأذن: كوني كما قال الله: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (12الحاقة)، والأذن الواعية هي التي لا تقع في معصية، وفى الأثر: (المُغْتَابُ وَالمُسْتَمِعُ شَرِيكَانِ فِي الإِثْمِ)[1]. فأنت إذا استمعت إلى المغتاب فأنت على إحدى ثلاث خصال:

الأولى: إذا وافقته كنت شريكه على هذا الإثم وعلى هذا العمل وهذه الجريمة الشنعاء التي جعلها ربُّ الأرض والسماء أقبح من إسالة الدماء!!! استمعوا إليه سبحانه إذ يقول: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) (12الحجرات). والثانية: أنت إذا نهرته عن الغيبة وقمت عنه؛ عرضت نفسك للسوء وللوقوع في عرضك ولارتكاب الإثم بسببك. والحل الثالث ولا غنى له هو قول الله تعالى: (فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (68الأنعام).

إنك توطن نفسك ألا تجلس في مجالس الغيبة ولا مجالس النميمة ولا في مجالس اللهو في هذه الأيام المباركة، لأن الله حرَّم فيها هذه المعاصي، وهذه المعاصي وإن كانت بالطبع محرَّمة طول العام، ولكنها هذه الأيام أشد حرمة وأشد تجريماً وأشد وزراً عند الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى: (فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) (36التوبة). أي إن الإنسان يمسك بزمام نفسه، وتجعلها تسير كما يريد الله وتمشي خلف رسول الله. فالمكان الذي كان يحبُّه أجلسها فيه، والعمل الذي كان يحبه يجعلها تعمله، ومن أخبرني بحبهم أجالسهم وأتقرب منهم، ومن عرَّفني أنه يبغضهم أسارع إلى النفور عنهم.

ومن هنا نفهم معنى الآية!!! فمن أرخى العنان لنفسه فقد ظلم نفسه لأنها بوقوعها في الذنوب تستوجب غضب علام الغيوب، ونحن الضعفاء والمساكين أحوج ما نكون إلى نظرة رضا من رب العالمين، فإنه لو غضب على أحد طرفة عين كانت حياته كلها نكد، وكان قبره شعْلة من اللهب، وكانت قيامته حسرة وندامة، يوم لا تنفع الندامة ولا الملامة، وكان مصيره كما تعلمون وكما تعرفون!!

والدنيا كما قال الإمام علي رضى الله عنه وكرم الله وجهه: (الدنيا ساعة فأجعلها طاعة). كلنا مسافرون وكلنا جاهزون للقاء الله ولا نعلم الميعاد ولا نعلم وقت السفر، فعلينا أن نجهز الزاد والزاد الذي ينفع للميعاد، وليس الأرصدة التي في البنوك ولا العمارات ولا الأراضون، ولا الأولاد ولا البنين إلا إذا كانوا صالحين موفقين، لا ينفع إلا ما قال الله: (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (179البقرة).

عليك أن تجعل لنفسك رصيداً عند ربك ينفعك (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ. إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (88، 89الشعراء). هذا الرصيد أيها الإخوة المؤمنون، ما أسهله وما أيسره، فإن التسبيحة الواحدة تعدل الدنيا من أولها إلى آخرها عند الله. ولذلك عندما مرَّ سليمان ابن داود ومعه جنوده وقد حملته الريح، ونظر إليه رجل فقير في الأرض وتعجب!! الريح تحمل البساط وعليه نصف مليون جندي من الإنس والجن غير الحيوانات والطيور، لأنها كلها كانت مسخرة لسليمان، فنظر إلى هذا الملك العظيم وقال: ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود. فحملت الريح تلك الكلمة إلى سليمان فأمرها أن تهبط بالبساط ودعا الرجل وقال له: ماذا قلت يا عبد الله؟ فأخذته رهبة فخفف عنه وقال: لقد قلت: ما أعظم ما أوتي سليمان بن داود!! فقال سليمان عليه السلام: (والله يا أخي لتسبيحة واحدة في صحيفة مؤمن خير وأعظم عند الله مما أوتي سليمان بن داود).

كلمة (سبحان الله) خير لك عند الله تجدها يوم القيامة في رصيدك خير لك من أن تضع في هذا الرصيد الدنيا كلها من أولها إلى آخرها. ولذلك ينبئ الرسول الكريم عن الصفحة التي تثقل الميزان فيقول: (والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ جِيءَ بالسَّمَاواتِ والأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، ومَا بَيْنَهُنَّ، ومَا تَحْتَهُنَّ، فَوُضِعْنَ في كَفَّةِ المِيزَانِ، وَوُضِعَتْ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ الله في الكَفَّةِ أُلاخْرى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ) (رواه أحمد والطبراني والبزار من حديث ابن عمر).

ولذلك عندما كان سيدنا موسى في حالة المناجاة في حضرة الله فقال كما ورد بالحديث الشريف (يَا رَب عَلمْنِي شَيْئَاً أَذْكُرُكَ بِهِ وَأَدْعُوكَ بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَىٰ قُلْ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: يَا رَب، كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هذَا، قَالَ: قُلْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، يَا رَب إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئَاً تَخُصُّنِي بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَىٰ لَوْ أَنَّ السَّموَاتَ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ، مَالَتْ بِهِمْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ) (أبو يعلى فى مسنده وأبو نعيم فى الحلية والبيهقى فى السنن وغيرها عن أَبي سعيدٍ رضيَ اللَّهُ عنه). كلمة هينة لينة، ما أسهلها على اللسان، وما أحبها إلى الرحمن، وما أثقلها في الميزان، يوم لا ينفع الإنسان إلا ما قدمت يداه.

فاتقوا الله عباد الله وامتنعوا عن المعاصي في هذه الأيام المباركة، واستكثروا فيها من الطاعات، وحركوا ألسنتكم بذكر خالق الأرض والسموات. ماذا عليك لو قلت وأنت في الطريق تمشي: (لا إله إلا الله)؟ ماذا عليك لو كررتها وأنت جالس في بيتك؟!! وأنت جالس في عملك؟!! وأنت راكب في مواصلتك؟!! ماذا تكلفك وبماذا تتعبك؟!!

إنها دليل على توفيق الله للمؤمنين ففي الأثر المشهور قيل: ( إذا أكرم الله عبدا ألهمه ذكره، وألزمه بابه وآنسه به). حتى قال: (لو علم المغترون بالدنيا ما فاتهم من حظ المقربين، وتلذذ الذاكرين، وسرور المحبين لماتوا كمداً) (الزهد الكبير للبيهقي رواية عن ذى النون رضى الله عنه).

ألهم لسانه ذكره ليكون كلامه أرباح، وليكون كلامه فلاح ونجاح، وليكون كلامه رضا لحضرة الكريم الفتاح، وليكون كلامه تكريماً له يوم القيامة. وإذا أبغض الله عبداً جعل لسانه بذيئاً ينطق بالألفاظ البذيئة، ولا يتحرك إلا كالسوط يجلد هذا بكلامه، ويؤلم هذا بصراخه وسبابه، ويؤذي هذا بغيبته، ويفرق بين هذا وذاك بنميمته، إن هذا يكون على شاكلة إبليس لأنها أعمال إبليس.

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الجوارح تخاطب اللسان كل صباح فتقول: (إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ الِّلسَانَ فَتَقُولُ: اتَقِ الله فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا) (الترمذي وغيره عن أبر سعيد الخدري).

كل صباح تجتمع أعضاءك وأنت لا تشعر وتحدث اللسان!! لأن الإنسان لا يؤاخذ إلا بكلمات هذا اللسان، وبأفعال هذه الجوارح وبنيّة القلب والجنان، قال صلى الله عليه وسلم: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هذِهِ الدُّنْيَا دَارُ الْتِوَاءٍ لاَ دَارُ اسْتِوَاءٍ، وَمَنْزِلُ تَرَحٍ لاَ مَنْزِلُ فَرَحٍ، فَمَنْ عَرَفَهَا لَمْ يَفْرَحْ لِرَخَاءٍ، وَلَمْ يَحْزَنْ لِشِدَّةٍ، أَلاَ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ خَلَقَ الدُّنْيَا دَارَ بَلْوَىٰ، وَالآخِرَةَ دَارَ عُقْبَىٰ، فَجَعَلَ بَلْوَىٰ الدُّنْيَا لِثَوَابِ الآخِرَةِ، وَثَوَابَ الآخِرَةِ مِنْ بَلْوَىٰ الدُّنْيَا عِوَضاً، فَيَأْخُذُ لِيُعْطِى، وَيَبْتَلِي لِيُجْزِى، فَاحْذَرُوا حَلاَوَةَ رَضَاعِهَا لِمَرَارَةِ فِطَامِهَا، وَاهْجُرُوا لَذِيذَ عَاجِلِهَا لِكَرِيهِ آجِلِهَا، وَلاَ تَسْعَوْا فِي عُمْرَانِ دَارٍ قَدْ قَضَىٰ اللَّهُ خَرَابَهَا، وَلاَ تُوَاصِلُوهَا وَقَدْ أَرَادَ مِنْكُمْ اجْتِنَابَهَا، فَتَكُونُوا لِسَخَطِهِ مُتَعَرضِينَ، وَلِعُقُوبَتِهِ مُسْتَحِقينَ) (الديلمي عن ابن عمر رضى الله عنهما). أو كما قال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
بواسطة
الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُه ورسوله. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وأعطنا الخير وادفع عنا الشر ونجنا واشفنا وانصرنا على أعدائنا يا ربَّ العالمين. أما بعد..

فيا أيها الأخوة المؤمنون:

أكرم الله المؤمنون في هذا الشهر فأخذ حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم في رحلته المباركة، وأغدق عليه من نوره العام ومن صنوف الإكرام ما لم يعلمه إلا الملك العلام سبحانه وتعالى. في هذه الليلة ليعلمنا أن هذا الشهر هو شهر إكرام الله لعباده المؤمنين، والذي قال في حقه سيد المرسلين: (رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي) (أبو الفتح بن أبي الفوارس من أماليه عن الحسن مرسلاً في كتاب جامع الأحاديث والفتح الكبير).

ومعنى شهر الله: أي شهر العفو الإلهي، ومغفرة الله، وإحسان الله، وإكرام الله لعباد الله، لأن الله موصوف بهذه الصفات الكريمة، وهو في كل ليلة من ليالينا يتنزل في الثلث الأخير وينادي علينا ويتعجب من لجوئنا لغيره، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد فيقول: (ألا مُسْتَغْفِرٌ فأغْفِرَ لَهُ، ألا مُسْتَرْزِقٌ فأرْزُقَهُ، ألا مُبْتَلًـى فـأُعافِـيَهُ، ألا سائِلٌ فأعْطِيَهُ، ألا كَذا ألا كذا، حَتَّـى يَطْلُعَ الفَجْرُ) (عن جبير بن مطعم عن أبيه وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة).

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، ما قدمنا منها وما أخرَّنا، ما أسررنا منها وما أعلنَّا، ما أظهرنا منها وما أبطنَّا، ما علمنا منها وما لم نعلم، يا حنَّان يا منَّان يا عظيم.

اللهم اغفر لعبادك المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات.

كما نسألك اللهم أن توفق ولاة أمورنا للعمل بكتابك ولتنفيذ سنة خير أحبابك، يا ربَّ العالمين.

عباد الله: اتقوا الله، (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (90النحل).

اذكروا الله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، وأقم الصلاة.
0 تصويتات
بواسطة
خطبة عن الظلم في الأشهر الحرم
خطبة عن الأشهر الحرم
خطبة جمعة مكتوبة فلا تَظْلِمُوا
خطبة عن الأشهر الحرم صيد الفوائد
خطبة الجمعة القادمة أوقاف اون
0 تصويتات
بواسطة
خطبة بِعِنْوَان رَجَبٍ مِنْ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ .

 الْخُطْبَة الاولى

الحَمدُ للهِ ،/ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ، /وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،/ وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ…

 

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

ايَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى . { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [سورة التَّوْبَة : 36 } . .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

اما بعد… الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ هِيَ أَرْبَعَةُ : رَجَب وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ؛ /فَشَهْرٌ مُفْرَدٌ /، وَهُوَ رَجَبٌ ،/ وَالْبَقِيَّة مُتَتالِيَة /، وَهِي : ذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ ومُحَرَّمٌ .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا سُمّيَتْ حرمًا ؛ /لِأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ فِيهَا الْقِتَالُ بَيْنَ النَّاسِ ؛/ فَلِهَذَا قِيلَ لَهَا حَرُم ؛/ جَمْعُ حَرَامٍ .

 

 

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

إذْن ..نَحْن الْآنَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ . فَإِن شَهْرِ رَجَبٍ أَحَدٌ الشُّهُورُ الْأَرْبَعَةُ الْحَرَم الَّتِي خَصَّهَا اللَّهُ تَعَالَى بِالذِّكْر وَنَهَى عَنْ الظُّلْمِ فِيهَا

 

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَقَدْ جَاءَ الْأَمْرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّوْم مِنْهُنَّ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بِأَهْلِه

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

أنّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،/ ثُمّ انْطَلَقَ فَأتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ ،/ فَقَال : يَارَسُولَ اللَّه أمَا تَعْرِفُنِي ؟

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

قَال : وَمَنْ أنْتَ ؟ قَال : أنَا الْبَاهِليّ الّذي جِئْتُكَ عَامَ الأوّلِ ، /قَال : فَمَا غَيّرَكَ وَقَدُ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ ؟ قُلْتُ مَا أكَلْتُ طَعَاماً مُنْذُ فَارَقْتُكَ إلاّ بِلَيْلٍ…

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَ عَذّبْتَ نَفْسَكَ ،/ ثُمّ قَال : صُمْ شَهْرَ الصّبْرِ وَيَوْماً مِنْ كُلّ شَهْرٍ ،/ قَال : زِدْني فإنّ بِي قُوّةً ، قَال : صُمْ يَوْمَيْنِ ، /قَال : زِدْنِي ، /قَال : صُمْ ثَلاَثَةَ أيّامٍ ،…

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 قَال : زِدْنِي ، قَال : صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ، /صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ، /صُمْ مِنَ الْحُرْمِ وَاتْرُكْ ، /وَقال بِأصَابِعِهِ الثّلاَثَةِ فَضَمّهَا ثُمّ أرْسَلَهَا" . ..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

هَذَا هُوَ كُلُّ مَا وَرَدَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ مِمَّا يَصْلُحُ لِلِاحْتِجَاج ، /أَمَّا تَخْصِيصُه بِصِيَامِ يَوْمٍ مِنْهُ مُعَيَّنٍ أَوْ قِيَامٍ بَعْضِ لَيَالِيه….

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 أَوْ تَخْصِيصٍ لَيْلَة السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْهُ باحتفال يُسَمَّى الِاحْتِفَال بِمُناسَبَة الإسْراءُ وَالمِعْراجُ فَهَذِهِ كُلُّهَا أُمُورٌ ،/ لَمْ تَثْبُتْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ .…

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

أَمَّا شَعْبَان فَيَنْبَغِي الإِكْثارُ فيهِ مِنْ الصِّيَامِ اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : مَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا شَهْرٌ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرِ أَكْثَرَ مِنْهُ صياماً فِي شَعْبَانَ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ . ..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَعَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْرِ مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ : "ذلك شَهْر يَغْفُل النَّاسَ عَنْهُ بَيْنَ رَجَب وَرَمَضَان ..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَهُوَ شَهْرُ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأَحَبَّ أَنْ يَرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صائم" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ..إمَّا تَخْصِيصٌ يَوْمِ النِّصْفِ مِنْهُ بِالصَّوْم ظناً أَنَّ لَهُ فَضِيلَةُ عَلَى غَيْرِهِ فَهُوَ أَمْرٌ لَمْ يَقُمْ عَلَيْهِ دَلِيلٌ صَحِيحٌ . وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم …

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 أَقُولُ هَذَا الْقَوْلِ . ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِر المؤمنين تُوبُوا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ يَغْفِرُ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ، أَنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . . .

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 

 

الخطبة الثانية

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ اجمعين..  

 

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

أَمَّا بَعْدُ : فَالْحَقُّ أَنَّ رَجَب لَيْسَتْ لَهُ خُصُوصِيَّةٌ وَلَا فَضِيلَةَ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الشُّهُورِ أَلَا أَنَّهُ مِنْ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ كَمَا تَقَدَّمَ .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وَكَوْن آيَةُ الْإِسْرَاءِ وَالمِعْراجُ حَصَلَتْ فِيهِ عَلَى افْتِرَاضِ صِحَّةِ ذَلِكَ لَا يَسُوغُ لَنَا إحْدَاثُ عِبَادِة فِيهِ لَمْ تَكُنْ مَعْهُودَةٌ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فِي زَمَنِ خُلَفَائِه الرَّاشِدِينَ وَلَا التَّابِعِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ -القرون الْمَشْهُودِ لَهُمْ بالخير- ..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

هَذَا وَصَلَّوْا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ فَلَقَد أَمَرَكُمْ اللَّهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ فَقَالَ عزّ مِنْ قَائِلٍ...{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً… }..

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

اللَّهُمَّ ..صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِك وَرَسُولُكَ مُحَمَّد ، / وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ ، /وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ ، /وَعَنَّا مَعَهُم بِمَنِّك وَجُودك وَإِحْسَانك يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

اللَّهُمَّ.. أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُر الْمُسْلِمِين ،/ وَأَذَل الشِّرْك وَالْمُشْرِكِين ، /ودمر أَعْدَاءَ الدِّينِ وَاجْعَل هَذَا الْبَلَدِ آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ .

 ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 

عِبَادَ اللهِ ..: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَن الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيَ ،/ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُم وَلَذِكْرُ اللهَ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين… وَأَقِم الصلاة…

ملاحظه ..{ الْخُطْبَةُ مِنْ أَعْدَادِ أَخُوكُم الْوَاثِق بالله… } . .
بواسطة
استقبال شهر رجب
خطبة الجمعة في حرمة رجب
خطبة عن الأشهر الحرم صيد الفوائد
فضل الأشهر الحرم رجب
شهر رجب شبكة الألوكة
كلمة عن شهر رجب
شهر رجب الألوكة
نفحات شهر رجب

اسئلة متعلقة

...