السنة ثانية اداب و فلسفة مقالة الفلسفة الاسلامية تقليد ام إبداع : مقدمة :
مرحباً بكم متابعينا الأعزاء طلاب وطالبات العلم في موقعنا النورس العربي منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل الأسئله بإجابتها الصحيحه من شتى المجالات التعلمية من مقرر المناهج التعليمية والثقافية ويسعدنا أن نقدم لكم حل السؤال الذي يقول........ السنة ثانية اداب و فلسفة مقالة الفلسفة الاسلامية تقليد ام إبداع : مقدمة :
الإجابة هي
السنة ثانية اداب و فلسفة
مقالة الفلسفة الاسلامية تقليد ام إبداع :
مقدمة :
يعتبر الإنسان متحف لغرائب العقل البشري لذلك فهو في بحث مستمر لفهم عالمه الخارجي و الوصول للمعرفة و هي : مجموعة الحقائق و المباديء العلمية و القوانين التي تتميز بالموضوعية ، لذلك وقع جدل بين الفلاسفة و العلماء و المفكرين حول الفلسفة الاسلامية فهمنهم من يرى بأنها نتيجة تطور العقل و الحضارة و هي موازية للدين و منهم من يرى لانها مجرد تقليد اي انها متعارضة مع مباديء الاسلام لذلك نتساءل : وهل الفلسفة الإسلامية مجرد تكرار لمواضيع الفلسفة اليونانية؟ بصيغة أخرى هل الفلسفة الإسلامية تقليد أم إبداع؟
الموقف الاول :
يذهب بعض الفلاسفة والمستشرقين للتأكيد أن الفلسفة الإسلامية مجرد تقليد للفلسفة اليونانية، وأن المسلمين لم يضيفوا شيئا جديدا إلاأنهم ترجموها إلى اللغة العربية إذ مواضيع الفلسفة الإسلامية هي نفسها مواضيع الفلسفة الإسلامية.
* أكد بعض المستشرقين وعلى رأسهم الفرنسي "أرنست رينان" (1823-1892) أحد الرافضين بالقول على وجود فلسفة إسلامية وذكر في كتابه "تاريخ اللغات السامية" تعبيرات صريحة حول هذا الخصوص
"من الخطأ وسوء الدلالة بالألفاظ على المعاني أن يُطلق على فلسفة اليونان المنقولة إلى العربية لفظ (فلسفة إسلامية)، من أنه لم يظهر لهذه الفلسفة في شبه جزيرة العرب مبادئ ولا ومقدمات.
فكل ما في الأمر إنها مكتوبة بلغة عربية. ثم هي لم تزدهر إلا في النواحي النائية عن بلاد العرب مثل أسبانيا ومراكش وسمرقند، وكان معظم أهلها من غير الساميين". فالعرب لم تكن لهم فلسفة تخصهم، ولم يقدموا لها ذلك الشأن الكبير. وإنهم قد تلقوا الفلسفة اليونانية على ما فيها من مبادئ وأفكار معرفية وسلموا بها كما هي دون عناء جهدي.
* ونجد آخرون أكدوا نفس الطرح الذي أعلنه رينان، فقالوا أن كل ما كتبه الفلاسفة المسلمين هو تقليد للفلسفة اليونانية، إذ أن الفرابي (260هـ - 339هـ) لقب بالمعلم الثاني نسبة إلى أرسطو المعلم الأول، لم يقدم أي شيء جديد بل اكتفى بشرح فلسفة أفلاطون وأرسطو وانتهى به المطاف إلى اعتناق نظرية كما عبر عنها أفلوطين.
* نفس الشيء نجده عند بن سينا مؤسس "المدرسة المشائية" فتعاليمه الفلسفية أخذها من المعلم الأول وعكف على شرحها وتهذيبها، فجاءت فلسفته تقليدا لفلسفة أرسطو. وهذا ما نلمحه عند قراءة الفلسفة الإسلامية مه إخوان الصفا والكندي وبن طفيل وبن باجة وبن رشد وغيرهم من الفلاسفة المسلمين، فكل ما قدموه تكرار لفلسفة أفلاطون وأرسطو ومن ثم يستحيل القول بأن الفلسفة الإسلامية إبداع.
- نقد:
لكن رغم أهمية طرح هؤلاء إلا أنه لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه، فالفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية في البداية، ولكن تجاوزتها وأسست لنفسها فلسفة خاصة بها انطلاقا من خصوصية المجتمع الإسلامي.
الموقف الثاني :
يذهب بعض الفلاسفة والمفكرين للتأكيد أن الفلسفة الإسلامية إبداع خالص، انطلاقا من أنها عالجت قضايا استحدثت في العالم الإسلامي، فمواضيع الفلسفة الإسلامية اختلفت عن مواضيع الفلسفة اليونانية
* إذا كان ارتباط الفلسفة بالتساؤل والسؤال هو الجوهر الأساسي للفلسفة اليونانية، فالمسلمون قد تساءلو وأثاروا نقاشات وجدل واسع في مسائل مرتبطة براهنهم، فظهرت أسئلة كثيرة قبل بداية الاحتكاك بالفلسفة اليونانية منها مشكلة الإمامة والخلافة، ومسألة مرتكب الكبيرة وغيرها كثير.
* كما وجد الكثير من الفلاسفة المسلمين أبدعوا فلسفاتهم الخاصة بل قامت فلسفاتهم أساسا على تحطيم وتفنيد تصورات فلاسفة اليونان فنجد مثلا من أصول المعتزلة المنزلة بين المنزلتين، نفهم من هذا المبدأ أنه بين النقيضين وسط، ونعرف كذلك أن منطق أرسطو قدم من مبادئ العقل "الثالث المرفوع" أي استحالت وجود حالة وسطى بين المتناقضين،
قدم المعتزلة فكرتهم قبل بداية الاحتكاك بالفلسفة اليونانية. كذلك شهاب الدين السهروردي قدم منطقا بديلا عن منطق أرسطو سماه المنطق الإشراقي. والأدلة كثيرة جدا تبين أن الفلسفة الإسلامية إبداع خالص نتج عن عدة عوامل ساهمت في نشأتها.
* أكد بعض الدارسين أن الفلسفة الإسلامية إبداع تجلى في تلك المواضيع الكثيرة التي خاض فيها الفلاسفة المسلمين وأكدو ذلك انطلاقا من إحصاء قام به أحدهم فعد المواضيع التي عالجتها الفلسفة اليونانية وحصرها في 200 موضوع، في حين أن المواضيع التي خاض فيها المسلمون تجاوز عددها 700 موضوع،
بمعنى أن المسلمين أبدعوا 500 موضوع ومشكلة لم يعرفها فلاسفة اليونان ومن ثم يمكن التأكيد أن الفلسفة الإسلامية إبداع تنج من طبيعة المجتمع إضافة إلى خصوصية الدين الإسلامي.
نقد:
لكن رغم أهمية طرح هؤلاء إلا أنه لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه، فالشواهد كثيرة على أن الفلاسفة المسلمون لم يبتعدوا عن تعاليم أساتذة الحكمة اليونانية، أفلاطون وأرسطو، بل ظلوا أوفياء لها وأمناء في نقلها.
3- التركيب:
لا يمكن أن تكون الفلسفة الإسلامية مجرد تكرار وتقليد للفلسفة اليونانية، كما لا يمكن أن تكون إبداع خاص نشأ في أحضان العالم الإسلامي من لا شيء، بل الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية واستلهمت منها مناهج البحث خاصة العقلي منها واستعملته لأغراض تخدم الشريعة الإسلامية، فكونت فلسفة خاصة بها.
خاتمة:
(حل المشكلة) ختاما يمكن التأكيد أن الفلسفة الإسلامية إبداع نبع من اهتمامات وانشغالات المسلمين ومن المسائل المستحدثة التي لم يجدوا فيها أجوبة جاهزة، لن هذا لا يمنع التأثر بالحكمة اليونانية ونهلهم من مشاربها، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها".