ما هي إنجازات المنظمة الخاصة نواة الثورة الجزائرية
شرح إنجازات المنظمة
المبحث الثاني : إنجازات المنظمة
بعد إرساء دعائم المنظمة الخاصة كان على مناضليها تحقيق جملة من الأهداف الآتية و المؤجلة التي قامت من أجلها و كان لابد لها أن تنتقل من المرحلة التنظيمية إلى المرحلة العملية بخطرات ثابتة و حثيثة ، فكيف كانت طبيعة التكوين التي تلقاه المجندون ؟ و هل تم تخصيص مناطق محددة لتلقي التدريب ؟ و ما هي مصادر الأسلحة التي كانت تستعمل ؟ و إلى أي مدى استطاعت المنظمة الخاصة إنجاز ما كانت تطمح تحقيقه ؟
المطلب الأول : التكوين الديني و التدريب العسكري .
أولا : التكوين الديني :
فطبيعة التكوين كان مندرجا في التكوين العقائدي (الديني) للمجندين الذي ارتكز على الإسلام و التاريخ ، و بالتالي فإن ما هو محرم دينيا (الخمر و القمار و السرقة و غير ذلك ) كان ممنوعا في المنظمة ، و كان التكوين عبارة عن دروس و محاضرات التسيلط الضوء على سيرة الرسول (صلى الله عليه و سلم ) و مراحل نشر الدعوى المحمدية و أخذ العبرة و الدروس من التاريخ و تركزت على المراحل التاريخية للجزائر منذ ما قبل الاحتلال و خاصة تاريخ المقاومة الوطنية1.
ثانيا : التدريب العسكري :
ـ أما فيما يخص التدريب العسكري فإن المناضلين كانوا يتلقون دروسا نظرية و تطبيقية من قبل المعلمين و مدربين ، و من ذلك مثلا تنظيم هيئة الأركان لدورتي تدريب الأولى في نهاية جانفي عام 1948 التي تمحورت محاضراتها حول الحركات الثورية في ايرلندا و الاتحاد السوفياتي ، أما الدورة الثانية فقد انتظمت في شهر أوت 1948 في جبال الظهرة ، و الذين أشرفوا على التدريب معظمهم قد عمل بالجيش الفرنسي سواء في الحرب العالمية الثانية أو قبلها أو شاركوا في حرب الفيتنام ، و لذل فإن الخبرة لم تكن تعوزهم لأنهم قد اكتسبوا فنون الحرب بما في ذلك أسلوب حرب العصابات في الميدان ، و إنما الشيء الذي كان ينقصم هو الوسائل .و شمل التدريب العسكري على أرين أساسيين هما :
الأول هو التدريب على حمل السلاح من حيث فكه و تركيبه و طريقة استعماله ، و تركيب المتفجرات ، استعمال الراديو من حيث الإرسال و الاستقبال و هذه التدريبات تمت تحت غطاء السرية في أماكن معينة تختارها المنظمة بدقة .
الأمر الثاني هو قيام بعمليات تدريبية في الجبال و الغابات و الوديان ، و الشعاب بهدف معرفة المناطق التي ستكون ميدانا للمعارك .
هكذا أن تكوين الرجال و لكن ذلك لم يكن كافيا لمواجهة قوة عسكرية تتوفر على الأسلحة الحديثة لقواتها البرية و الجوية و البحرية ن و بالتالي اعتر جلب السلاح من اكبر المهام و أخطرها ، و قد عملت المنظمة الخاصة على جمع الأسلحة التي خزنت من قبل في مطامر لاسيما في بعض المناطق في الأوراس خاصة منها الذخيرة الأمريكية بعد نزول قوات الحلفاء في شمال إفريقيا سنة 1942 ، و كذا بحث عن الأسلحة سواء داخل الوطن أو خارجه عبر الحدود الليبية و التونسية و المغربية قصد جمعها أو شرائها مهما ارتفع ثمنها و يترك في الجهة الشرقية للبلاد إذا كان مصدره من الحدود الشرقية و الشيء نفسه إذا كان من الحدود الغربية .
المطلب الثاني : مشاكل التموين للمنظمة الخاصة .
و في فترة بين عامي 1948 – 1949 واجهت المنظمة مشكلة التمويل بحدة و ذلك لعدة أسباب أهمها :
1 ـ المبالغ الباهظة التي أنفقها حزب حزب ح.إح.د في الدفاع عن مناضليه المسجونين وعلى الحملات الانتخابية الكثيرة النفقات .
2 ـ كون مصادر هذه الأموال كانت عبارة عن هبات و تبرعات تقدم من المناضلين و المؤيدين الذين تعرضوا للقمع و الاضطهاد بقيادة الحاكم العام " نايجلين " و بالتالي ازداد تقلص المداخيل المالية .
3 ـ اتساع المنظمة المضطرد و تزايد الحاجة إلى تمويل فروعها عبر أرجاء الوطن .
فكيف السبيل إلى تمويلها و كل رجالها كانوا مستعدون لتنظيم بعض العمليات الثورية لتحقيق بعض الأغراض في انتظار تحقيق الهدف الأول و هو تفجير الثورة التحريرية ؟
المطلب الثالث : الهجوم على بريد وهران .
و لهذه الأسباب يقول أحمد بن بلة في مذكراته " إننا لا نعدم نقودا في الجزائر ، و إنما يجب أن نأخذها حيثما توجد في البريد أو في البنوك ... لنكن منطقيين مع أنفسنا على استعداد للتضحية بحياتنا في هجوم عنيف ضد المحتل فلا ينبغي أن نتخثر أمام خزائنه الملية " ، هكذا إذن يفتح بعض الأعضاء المنظمة الخاصة مثل أحمد بن بلة و حسين آيت أحمد و محمد خيضر الطريق لتجاوز الأزمة المالية و بالتالي شراء الأسلحة و تخليص الحزب من ديونه التي بدأت ترتفع ، و اعتبار تلك الموال التي يستفيد منها المعمرون و يتداولونها في البنوك و المصاريف ملكا مشاعا للجزائريين .
و لهذه الأسباب مجتمعة و بعد تفويض من الحزب إثر اجتماع اللجنة المركزية في شهر ديسمبر 1948 ، تم مهاجمة مركز بريد وهران ليلة 05 أفريل 1949 و رغم خطورة العملية فإنها لم تعد إلا بمبلغ قدره 3070000 دج فرنك عكس ما كان متوقعا و المهم أن العملية لم تكون الوحيدة من نوعها بل هناك عمليات أخرى بها المنظمة الخاصة ، مثل تحمل مسؤولية لافارين من الإدارة الاستعمارية كمقاومي القبائل الذين ظلوا في الأدغال بين 45 ـ 1948 في ظروف مزرية بعيدا عن قراهم يتحملون قساوة العيش و قد بلغ عددهم حوالي 50 مناضلا ، و كانت القرى التي ينتمون إليها تتعرض بين الحين و الآخر للمضايقات و التفتيش الدقيق و قد تولى هذه المسؤولية فرع الأوراس بقيادة بن بولعيد و وهران بقيادة بن بلة
ويسعدنا أن نقدم لكم في موقعنا النورس العربي الكثير من المعلومات المتعلقة عن ما تبحثون عنه وهي كالاتي.
يمكنكم أيضاً من هنا على صفحتنا قراءة شرح كامل دراسة حول المنظمة الخاصة نواة الثورة الجزائرية
شكراً لزيارتكم موقعنا النورس العربي. وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه